كما ذكرنا في المقال السابق فإن الحمل قد يؤثر على البشرة بعدة أشاكل مختلفة. وقد ذكرنا انه قد يأتي بتغيرات متوقعة تحدث لمعظم الحوامل، كما أنه قد يؤثر بالسلب أو بالايجاب على أي مشاكل جلدية كانت متواجدة من قبل الحمل.
اليوم نتحدث عن نوع ثالث من المشاكل الجلدية المصاحبة للحمل. ولكن هذا النوع خاص جدا: فهذه المشاكل الجلدية لا تحدث الا في الحمل. كما أنها في بعض الأحيان تؤثر على الجنين.
الارتكاريا المصاحبة للحمل: تصاحبها حكة شديدة وظهور نقاط وبقع حمراء على البطن والأذرع والأرجل. وقد تتركز على الخطوط البيضاء. تظهر في الثلث الأخير من أول حمل وعادة ما تختفي بعد الوضع. ولا تؤثر على الجنين كما أنها نادرا ما تتكر في أي حمل تالي. علاجها موضعي.
قد يصاحب الحمل حكة شديدة بلا أي أعراض جلدية أخرى. تظهر في أوائل أو منتصف الحمل وعلاجها فقط مضادات للحكة موضعية.
الصفراء المصاحبة للحمل: قد يصاحب الحمل صعوبة في التخلص من مادة البيليروبين من الكبد، وهي مادة حينما تزيد تتسبب في حكة شديدة في كل أنحاء الجسم. تظهر أعراضها في منتصف وأواخر الحمل، وفي بعض الأحيان أيضا تؤدي الى تغير لون البشرة للون الأصفر. لتشخيصها يتم قياس نسبة البيليروبين في الدم والتي تكون مرتفعة، كما أن اختبار وظائف الكبد يحدث فيه تغير. أما العلاج فيعتمد على أدوية يعطيها الطبيب لتقليل نسبة البيليروبين. هذه المشكلة قد تصاحب أي حمل تالي وقد تؤثر على الجنين.
ظهور تبقعات حمراء مؤلمة على قصبة الساق في أوائل الحمل. هذه سببها غير معروف، لكنها تحتاج في علاجها الى الراحة وجوارب ضاغطة الى جانب علاج موضعي يصفه الطبيب.
داء الفقاع المصاحب للحمل: تظهر هذه المشكلة عند من لديها الاستعداد المناعي لذلك. عادة ما تظهر الفقاعات الجلدية بعد منتصف الحمل، على البطن والذراع والأرجل، ويصاحبها حكة. وتختفي بعد تقريبا ثلاثة شهور من الوضع. هذه أيضا تحتاج الى متابعة الطبيب بشكل مستمر. كما أنها تظهر في أي حمل تالي، بل قد تكون أسوأ. قد يولد الطفل ببعض الفقاعات الجلدية ولكنها سرعان ما تختفي مع العناية في خلال أسابيع.
الصدفية المصاحبة للحمل: تظهر في أواخر الحمل ويصاحبها سخونة وبثور متقيحة وحكة شديدة. تختفي بعد الولادة ولكنها قد تظهر في أي حمل تالي، كما أنها تمثل خطر على الجنين وذلك لحدوث خلل في نسبة الكالسيوم في الدم عند الأم. الكالسيوم مهم جدا لنمو الجنين خاصة في أواخر الحمل. لحسن الحظ فإن الصدفية المصاحبة للحمل نادرة الحدوث جدا.
لكل هذه الأسباب فإن مراجعة الطبيب بشكل دوري أثناء الحمل خطوة هامة للتأكد من سلامة الأم والجنين.
ودمتم بصحة وجمال.
المصادر
W. Sterry et al. Thieme Clinical Companions: Dermatolgoy. Thieme 2006: 569-71.
emedicine.com