![]() |
أقراص جلوتاثايون |
تحدثنا في الجزء الأول عن الجلوتاثايون ودوره كمضاد أكسدة وفوائدة
اذا فما علاقة الجلوتاثايون بالبشرة؟
القول أن حبوب الجلوتاثايون ستفتح البشرة به شئ من الصحة مع بعض التحفظات:
أولا:
التعرض لأشعة الشمس والتلوث الى جانب الأمراض والتوتر وسوء التغذية، كل هذا يزيد من انتاج الشوارد الحرة في البشرة. وكما ذكرنا فالبشرة تتأثر بالشوارد الحرة، مما يقلل من قدرتها على تجديد خلاياها فتفقد نضارتها وشبابها وتظهر فيها سريعا علامات الجفاف والتجاعيد والتبقع. مضادات الأكسدة اذا تعمل على تقليل ضرر الشوارد الحرة مما يعيد قدرتها على التجدد ومعالجة التبقع والجفاف وتأخير التجاعيد، مما يجعلها تبدو أكثر نضارة و”أفتح”.
![]() |
البشرة البيضاء تحتوي على فيوميلانين أكثر والبشرة السمراء تحتوي على يوميلانين أكثر
|
الى جانب دور الجلوتاثايون في معالجة الشوارد الحرة، فانه أيضا له دور في عملية تصنيع الميلانين. الميلانين أنواع كما سبق وذكرنا في مقال سابق، والواضح أن الجلوتاثايون يغير قليلا من عملية التصنيع بحيث يحفز من تصنيع نوع معين من الملاينين اسمه (فيوميلانين) والذي يعطي لون أفتح من النوع الاعتيادي للميلانين وهو (اليوميلانين) وبهذه الطريقة قد يكون للجلوتاثايون دور في تفتيح البشرة.
ثانيا:
بالفعل فان بعض الدراسات أثبتت أن حبوب الجلوتاثايون قد تسبب تفتيح البشرة بعض الشئ ولكن هذه الدراسات بها عدة جوانب من القصور:
- مدة هذه الدراسات كانت قصيرة جدا، فمعظمها لا يتعدى الشهرين، وبالتالي غير معروف اذا كانت البشرة تعود للونها الطبيعي أم لا بعد توقف الجلوتاثايون.
- لم تتح هذه الدراسات الفرصة لمعرفة أي أضرار جانبية قد تنتج عن استخدام هذه الحبوب على مدى الطويل.
- غير معروف تأثير هذه الحبوب على احتمال الاصابة بسرطان الجلد.
- تتوفر أيضا ابر الجلوتاثايون ولكن هذه لها أضرار كثيرة فهي قد تؤثر على الكبد والأعصاب والغدة الدرقية والحالة النفسية كما أنها قد تسبب طفح جلدي وقد تشكل خطر على حياة الانسان.
اذا فالدراسات حتى الآن لم توفي استخدام الجلوتاثايون في التفتيح حقه ولا يجب الاعتماد عليها بعد.
ثالثا:
قدرة الأمعاء على امتصاص الجلوتاثايون قليلة جدا. لذا فوضع الجلوتاثايون في حبوب لا يعتبر أكثر الطرق كفائة في توصيله لخلايا الجسم. وقد أثبتت الدراسات ذلك، فعند تحليل دم مجموعة من المتطوعين بعد أخذهم لحبوب الجلوتاثايون لم تزيد نسبته في دمهم.
ومع ذلك،
فنحن نتفق على أن زيادة نسبة الجلوتاثايون في الجسم له فوائد أخرى بغض النظر عن تفتيح البشرة. فهو ضروري كمضاد للأكسدة وبالتالي سيزيد من كفائة وصحة كل عضو في جسم الانسان، والى جانب ذلك فهو قد يساعد على اضفاء نضارة واشراقة على البشرة.
اذا فكيف أستطيع أن أزيد نسبة الجلوتاثايون عندي؟
صحيح أن استهلاك حبوب الجلوتاثايون نفسها لن يزيد نسبته في الدم، ولكن هناك بعض المواد التي تعمل على تصنيع واعادة تدوير الجلوتاثايون في الجسم، وهذه يمكن ايجادها في الأكل والمكملات الغذائية – نذكر منها:
-
النباتات التي تحتوي على نسبة كبريت عالية مثل: الثوم والبصل والبروكلي والكرنب (الملفوف) والقرنبيط
-
مصل اللبن أو شرش اللبن: وهو السائل الذي يتبقى بعد تخثر اللبن والذي يخزن فيه الجبنة القريش أو المتواجد على الزبادي – هذا السائل يحتوى على الأحماض الأمينية المكونة للجلوتاثايون.
أما الرياضة: 30 دقيقة في اليوم من المشي أو الجري تساعد على زيادة نسبة الجلوتاثايون.
![]() |
يحتوي على كثير من الفيتامينات المهمة |
وكما قلنا فأخذ حبوب الجلوتاثايون كمكمل غذائي لن يفيد ولكن يمكن أخذ مواد بناء الجلوتاثايون كمكملات غذائية وهي متوفرة في الأسواء وتتضمن الآتي
-
N-acetyl-cysteine.
-
Alpha lipoic acid.
-
Folic acid.
-
Vitamin B6.
-
Vitamin B12.
-
Vitamin E.
-
Vitamin C.
Selenium.
Silymarin.
![]() |
Depiderm Citywhite Intensive Whitening Repair Serum
يحتوي على فيتامين C و E
|
ولا ينسى دور كريمات مضادات الأكسدة والتي تحتوي على فيتامين C و E والتي تفيد حين وضعها صباحا قبل الخروج.
في الختام فأنا أرى أن حبوب الجلوتاثايون لم تتم عليها حتى الآن دراسات كافية تؤكد فائدتها سواء كمضادات أكسدة أو لتفتيح البشرة – ومن ناحية أخرى فالدراسات غير كافية لمعرفة مدى أمان استخدامها على المدى الطويل. لذا فأنصح باللجوء للطرق المذكورة أعلاه لزيادة نسبة الجلوتاثايون في الدم بدلا من الاعتماد على حبوب الجلوتاثايون. على الأقل حتى نعرف المزيد عنها.
ودمتم بصحة وجمال.
اقرأ أيضا:
المصادر
J. Allen et al. Effects of Oral Glutathione Supplementation on Systemic Oxidative Stress Biomarkers in Human Volunteers. The Journal of Alternative and Complementary Medicine 2011; 17 (9): 827-33.
N. Arjinpathana et al. Glutathione as an Oral Whitening Agent: a Randomized, Double-Blind, Placebo-Controlled Study. Journal of Dermatologic Treatment 2012; 23 (2): 97-102.
الأمان مفيش أحسن منه 🙂