اذا أخذنا قطاعا طوليا من الجلد، سنجد أنه يتكون من ثلاثة طبقات أساسية: البشرة، والأدمة، وطبقة ما تحت الأدمة. وسنتحدث عن كل واحدة منهم على حدى.
1 – البشرة epidermis:
هي الطبقة العلوية من الجلد والتي نراها. وتتكون من مجموعة خلايا، أكثرها تواجدا هي خلية اسمها كيراتينوسايت keratinocyte. تولد هذه الخلايا من الطبقة السفلى من البشرة وتظل تتطور في نموها وتعلو تدريجيا الى أن تصل لسطح البشرة، وفي النهاية تسقط مع ما يعرف “بالجلد الميت”، وتأخذ هذه الدورة ما بين 26 الى 42 يوما. بطبيعة الحال فان مدة هذه الدورة يزداد طولا مع تقدم السن، مما يؤدي بالحتمية الى أن تظل الخلايا على البشرة مدة أطول ولا تسقط بسرعة كما كانت من قبل وبالتالي يضفي على الجلد مظهر باهت ويبطء من عملية التئام الجروج. كما أن بعض العوامل والأمراض قد تحدث خللا في طول هذه الدورة، مما يؤدي الى تكون القشرة والجلد السميك. الخلايا الأخرى المتواجدة في هذه الطبقة هي خلايا melanocytes المسؤلة عن صناعة وتوزيع صبغة الميلانين melanin والتي تعطي للبشرة لونها، وكمية افرازها تختلف من شخص لآخر طبقا للعوامل الوراثية. كما توجد خلايا أخرى كثيرة لا يتسع لها الحديث هنا، كل منها له دور هام في البشرة. سمك البشرة يتراوح ما بين 0.1 مم في الجفن الى 1مم في كف اليد وباطن القدم.
2- الأدمة dermis:
هي الطبقة التي تعطي للجلد سماكته، وتختلف هذه السماكة من منطقة لأخرى في الجسم، كما انها طبقة غنية بالأعصاب والأوعية الدموية و الشعر، والغدد الزيتية والعرقية. كما تحتوي على مادة الكولاجين والايلاستين. مع تقدم السن تفقد هذه الطبقة سمكها ورطوبتها، ويصبح للجلد مظهرا رقيقا مجعدا وجاف. الخلايا الأساسية في هذه الطبقة تعرف باسم فايبروبلاست fibroblasts وهي الخلايا المسؤلة عن الكولاجين والايلاستين والبروتينات والانزيمات الأخرى المهمة في وظائف الجلد المختلفة. توجد أيضا خلايا مناعية متنوعة في هذه الطبقة. من الجدير بالذكر أن الكولاجين collagen والايلاستين elastin والهايولورونيك أسيد hyaluronic acid يعتبروا من المواد الأكثر حظا بتركيز الأبحاث والدراسات العلمية عليها، بهدف زيادة تصنيعها في الجلد العجوز ليعود له نضارته وسمكه ورطوبته فيعود له مظهره الشبابي من جديد. فهناك كريمات تدعي انها تحفز تكوين هذه المواد، كما يوجد الآن الكثير من الأجهزة لدى أطباء الأمراض الجلدية والتجميل التي تهدف للقيام بنفس المهمة. سمك هذه الطبقة عامة ما يكون 20 ضعف سمك البشرة، وأكثر منطقة سماكة هي الظهر التي يصل سمك الأدمة فيه ما بين 3 الى 4 مم.
3 – طبقة ما تحت الأدمة subcutis:
هي طبقة مكونة من خلايا دهنية ولها دور مهم في المظهر الجمالي للوجه، فمع مرور السنين تقل هذه الطبقة سماكة مما يؤثر على المظهر العام للوجه. لا توجد هذه الطبقة في كل أنحاء الجسم فهي غير متواجد على الأنف وجفن العين والجزء الخارجي من الأذن مثلا. تتجمع الخلايا الدهنية في تجمعات يفصل بينها حواجز من الألياف. عندما تزيد هذه الخلايا الدهنية وتظل الألياف كما هي فهذا يؤدي لتجاعيد في مظهر الجلد الخارجي والمعروف باسم السيليوليت cellulite، والموجود في 80% أو أكثر من النساء، ولا علاقة له مطلقا بالسمنة فمن الممكن أن تكون المرأة نحيفة جدا ولكن تعاني من السيليوليت. يختلف توزيع هذه الطبقة الدهنية عند الرجل وعند المرأة، ففي الرجل تتركز الدهون حول منطقة الوسط، أما النساء فتتركز عندهن الدهون في مناطق الأفخاذ والأرداف.
اقرأ أيضا:
.