حبوب الجلوتاثايون لتفتيح البشرة ؟؟! (الجزء الأول) |

نوع من أنواع أقراص الجلوتاثايون المتوفرة بالأسواق

انتشرت في الفترة الأخيرة حبوب الجلوتاثايون أو ما يطلق عليها حبوب تفتيح البشرة، والدعايا تقول أن لهذه الحبوب القدرة على تفتيح البشرة عن لونها الأصلي – فما مدى صحة هذه الادعاءات؟

هناك جانب علمي يجب معرفة لاجابة هذا السؤال ولكن تلخيصا يمكننا القول: ان مادة الجلوتاثايون قد تساهم الى حد ما في توحيد لون البشرة، والأهم أن لها فوائد أخرى كثيرة لجسم الانسان. مشكلة حبوب الجلوتاثايون أنها لا يسهل امتصاصها من الجهاز الهضمي. لذا فلا أنصح بحبوب ولا ابر الجلوتاثايون، بل أفضل اللجوء لطرق أخرى لزيادة نسبة مادة الجلوتاثايون في الدم، وسنتعرف على هذه الطرق في المقال التالي.

هذا الموضوع شرحه يحتاج الى بعض التفاصيل لذا فسنقسمه على مقالين:

في مقال اليوم سنشرح ما هو الجلوتاثايون وما دوره في جسم الانسان.

وفي المقال التالي سنشرح علاقة الجلوتاثايون بالبشرة – وهل فعلا يساعد على تفتيحها أم لا؟ كما سنعطي نصائح كثيرة عن ما يفضل عمله بدلا من أخذ “حبوب التفتيح”.

لنتعرف أولا على الجلوتاثايون Glutathione

الجلوتاثايون مادة بروتينية ينتجها جسم الانسان بشكل طبيعي، و هو يعتبر من أهم مضادات الأكسدة الطبيعية المتوفرة لدينا، فهو له دور أساسي في التخلص من الشوارد الحرة التي ينتجها الجسم في جميع خلاياه.

ماهي الشوارد الحرة وما ضررها؟

الشوارد الحرة تؤذي الخلية وتتسب في موتها

الشوارد الحرة free radicals هي جزيئات تنتج عن عملية الأيض الطبيعية في جسم الانسان. هذه الشوارد الحرة غير مستقرة لأن هناك خلل بعدد الكتروناتها، مما يجعلها تبحث عن أي شئ حولها يصحح لها هذا الخلل. الشوارد الحرة مفيدة في التخلص من الخلايا العجوزة والميكروبات، ولكنها تصبح مشكلة حينما تزيد كميتها عن مقدرة الجسم على التخلص منها، وحينها تبدأ في ايذاء خلايا الجسم السليمة بتحويل الخلل الالكتروني الى هذه الخلايا حتى تستقر هي، فتصبح هذه الخلايا التي كانت سليمة غير مستقرة ولا تستطيع أن تؤدي وظيفتها بالشكل السليم أو قد تموت. فالشوارد الحرة تدمر مكونات الخلية من بروتينات ودهون وأحماض نووية DNA.

دور مضادات الأكسدة والجلوتاثايون:

ولكن الحل موجود ومبرمج في جسم الانسان من خلال نظام مضادات الأكسدة، وهي عجلة تحتوي على انزيمات ومصادر طاقة وبروتينات أهمها هو الجلوتاثايون. مضادات الأكسدة تعادل هذا الخلل في الالكترونات لدى الشوارد الحرة، فتستقر هذه الشوارد، أما مضادات الأكسدة فياعد تدويرها لتصبح جاهزة مرة أخرى لتعادل الالكترونات لشوارد حرة جديدة وتستمر العجلة. الجلوتاثايون مميز عن غيره من المضادت لأنه ليس فقط يعادل الكرتونات الشوارد الحرة ولكنه أيضا يساعد على اعادة تدوير مضادات الأكسدة الأخرى.

لماذا يطلق عليها اسم مضادات الأكسدة؟

لأن السبب في تكوين الشوارد الحرة هو عملية “الأكسدة” – الأوكسجين الذي نتنفسه والذي لابد من تواجده لتعمل كل خلية في جسمنا بشكل سليم هو الذي يؤدي الى تكوين الشوارد الحرة. وهي في هذه الحالة الغير مستقرة تعتبر مؤكسدة، ومضادات الأكسدة تخلصها من هذه الأكسدة وتعيدها لحالتها المستقرة.

ماذا يعني هذا لجسم الانسان؟

الجسم اذا في حالة جيدة طالما مضادات الأكسدة متوفرة. فتواجد نظام مضادات الأكسدة والجلوتاثايون يساعد على حالة جسمانية صحية ليس فقط للبشرة ولكن أيضا للمفاصل والقلب والأمعاء وكل الجسم. الجلوتاثايون يساعد على منع السرطان وأمراض القلب والكبد والكلى والصدر. كما انه مهم للحفاظ على مناعة سليمة والتخلص من الالتهابات والشفاء من أي عملية أو حادث بشكل أسرع.

فقط جزء من المشاكل التي تسببها الشوارد الحرة

المشكلة تبدأ حين يقل عمل هذا النظام. ما الذي يمكن أن يقلله؟ تعرض الجسم لضغط يفوق طاقة مضادات الأكسدة لديه، مثل: التغذية السيئة، التوتر، الالتهابات والأمراض المزمنة وتقدم السن. هذا لأن الجسم في هذه الحالات الحرجة يستخدم مضادات الأكسدة بشكل أكبر وذلك ليتخلص من الشوارد الحرة والتي تكثر بكثير في هذه الحالات المرضية.

اذا… ما علاقة الجلوتاثايون بالبشرة؟ وهل فعلا تساهم حبوب الجلوتاثايون في تفتيح لون البشرة؟ اقرأوا المقال التالي (من هنا)