لقرون كثيرة كنا نعتمد على المصادر الطبيعية لترطيب البشرة، مثل الزيوت النباتية أو الزبدة أو الشمع. صناعة المرطبات لم تبدأ الا من تقريبا قرن واحدة أو أكثر، وهي في تقدم وتطور مستمر.(1)
يمكننا أن نقسم المرطبات الى ثلاثة أنواع أو “أجيال”: فهناك العازلة و الماصة للماء والمصلحة للبشرة.
الجيل الأول وهي المرطبات العازلة: تعتمد على توفير طبقة عازلة على البشرة فتمنع بالتالي فقدان الماء عن طريق البشرة، الأمر الذي يحدث طبيعيا ولكن حين يزيد يمكن أن يؤدي الى الجفاف لو لم تكن عوامل العزل الطبيعية موجودة على سطح البشرة. أمثلة على هذا النوع من المرطبات: الفازلين وزيت عباد الشمس وزيت الزيتون وزيت اللوز الحلو وغيرهم. المشكلة في استخدام هذا النوع من المرطبات انه يترك طبقة دهنية ثقيلة على سطح البشرة فبالتالي لا يصلح في حالة الخروج أو قبل وضع المكياج، كما لا يصلح في الجو الحار الرطب، ولكنه جيد جدا في شهور الشتاء وقبل النوم.
النوع الثاني أو الجيل الثاني هي المرطبات الماصة للماء: وهذا النوع يعمل عن طريق امتصاص الماء الموجود في الجو وفي طبقات البشرة السفلى، وبالتالي يجعل سطح البشرة رطب وناعم. مثل الجليسرين واليوريا وحمض اللاكتيك والسوربيتول. مشكلة هذا النوع من المرطبات أنه قد يزيد جفاف البشرة لو كان الجو جاف جدا، فيعمل بشكل عكسي، كما انه يسبب حساسية للبشرة اذا كان تركيزاته عالية. (2) لذا فهذا النوع مناسب في الصيف وعند الخروج.
معظم المرطبات الموجودة في الأسواق تتكون من خليط من النوعين المذكورين أعلاه وهذا يضمن أفضل ترطيب.
أما أحدث التطورات في المرطبات أو الجيل الثالث، فهي تتميز بخواص الجيلين الأوليين، ولكنها الى جانب ذلك تساعد أيضا على علاج سبب الجفاف الأصلي، وهو فقدان البشرة للطبقة الطبيعية العازلة والمرطبة. ففي الأحوال الصحية الطبيعية لا تحتاج البشرة الى مرطبات خارجية، ولكن بسبب مؤثرات بيئية وجينية مختلفة، فإن هذه الطبقة الطبيعية تفقد قدرتها على الحفاظ على رطوبة البشرة. بالتالي فالجيل الثالث من المرطبات مفيد لمن يعانون من جفاف البشرة الشديد والمستمر لفترات طويلة، والذين يتعرضوا لعوامل تسبب الجفاف مثل غسيل اليد بشكل متكرر عند ربات البيوت، كما ان هذه المرطبات مفيدة لمن يعانون من الاكزيما والصدفية.
أول مثال على تلك المرطبات هو فيتامين ب3 أو كما يعرف أيضا باسم فيتامين PP – vitamin B3 or vitamin PP – والمتواجد في كريم بايوديرما أتوديرم بي بي كريم. فقد أثبتت الدراسات أن لهذا الفيتامين القدرة على تصحيح الطبقة العازلة الطبيعية للبشرة، كما انه يقلل من التهاب البشرة وتغيرات لونها، وأيضا يقلل من التجاعيد وقد يحمي من سرطان الجلد. (3،4)
ثاني مثال هو السيرامايد – ceramides – والمتواجد في كريمات كثيرة في الأسواق من اليزابيت أردن أو يوسيرين. (5)
كريم سيتافيل ريستوراديرم يحتوي على فيتامين ب3 والسيراميد أيضا
حمض الهايولورونيك – Hyaluronic acid – يستخدم منذ فترة طويلة في حقن ملئ الوجه (الفيلرز) ولكنه الآن بدأ يتوفر في الكريمات وذلك لقدرته على جذب 1000 أضعاف وزنه من الماء ولذا فهو مرطب جيد. مثال على ذلك كريم أتوبيكلير. (6)
مشتقات الرب سوس – licorice extract – لها فوائد كثيرة للبشرة فهي تصحح الطبقة العازلة الطبيعية وتعيد لها نضارتها، كما أنها تقلل من الالتهاب والاحمرار، لذا فهي تلعب دورا مساعدا في علاج مرض الوردية، ومن الكريمات التي تحتوي عليها مجموعة كريمات يوسيرين لاحمرار البشرة Eucerin Redness Relief. (7،8) بالمناسبة فهذه المجموعة مفيدة لمن يعانون من الوردية.
وأخيرا هناك مادة أخرى تدعى – Palitamide monoethanolamine – ولكنها ليست متوفرة في كريمات كثيرة بعد. (9)
في النهاية فان التطورات مازالت مستمرة في مجال ترطيب البشرة، والحلم هو الوصول لحل لمشاكل الجفاف المزمن الذي يصحابه التهاب البشرة كما يحدث في حالات الاكزيما.
وبالتأكيد فمن الأفضل زياردة الطبيب عند تعسر علاج الجفاف بالكريمات العادية فقد يكون هناك مسببات أخرى يجب أن يشخصها الطبيب.
ودمتم بصحة دائما!
أقرأ أيضا:
المصادر
1- TE. Weber et al. Hand and Foot Moisturizers. In: Cosmetic Dermatology: Products and Procedures 2010; Chapter 17: 130-7.
3- W Gehring. Nicotinic Acid/ Niacinamide and the Skin. Journal of Cosmetic Dermatology 2004; 3(2): 88-93.
4- DL. Bissett et al. Topical Niacinamide Reduces Yellowing, Wrinkling, Red Blotchiness, and Hyperpigmentation Spots in Aging Facial Skin. International Journal of Cosmetic Science 2004; 26(5): 231-8.
5- JM. Jungersed et al. Ceramides and Barrier Function in Healthy Skin. Acta Dermato- Venereologica 2010; 90: 350-3.
6- HE John et al. Perspectives in the Selection of HA for Facial Wrinkles and Ageing Skin. Patient Preference and Adherence 2009; 3: 225-30.
7- J. Emer. Botanicals and Anti-inflammatories: Natural Ingredients for Rosacea. Seminars in Cutaneous Medicine and Surgery 2011; 30 (3): 148-55.
8- L. Kolbe et al. Anti-inflammatory Efficacy of Licochalcone A: Correlation of Clinical Potency and In-Vitro Effects. Archives of Dermatological Research 2006; 298 (1): 23-30.
9- ZD Draelos. New Treatments for Repairing Impaired Epidermal Barrier: Skin Barrier Repair Creams. Clinics in Dermatology 2012; 30 (3): 345-8.